الجمعة، 17 مايو 2019

زقورة بورسيبا , برس النمرود , برج بابل , تل برسيب , قرن البحر.. كلها اسم...

زقورة بورسيبا , برس النمرود , برج بابل , تل برسيب , قرن البحر.. كلها اسم...


https://www.youtube.com/watch?v=KWs_M1gINOI&t=95s


إلى الجنوب من العاصمة بغداد بحوالي 100 كيلومترٍ تقع مدينة بورسيبا الأثرية, وبورسيبا كلمة سومرية, وتعني “بيت الطبقات السبع” وفي ترجمة أخرى قرن البحر, حيث يعتقد أنها كانت ميناءً بابليًا للسفن القادمة من الشمال عبر نهر الفرات، قبل أن يغيّر مجراه عنها بحوالي 70 كيلومترًا, وهي ثاني المدن البابلية القديمة,  والتي ذكرت في سفر التكوين على أنها برج بابل.
وتاتي أهميتها من كونها مدينة دينية  قريبة من مركز الحكم البابلي, حيث ذكر حمورابي في مسلته القانونية الشهيرة,  بأنه قام بتجديد ابنيتها ومعبدها الكبير المختص بعبادة إله الحكمة البابلي (نابو).

زقورة الإله نابو..أم المكان الذي حُرق فيه إبراهيم
واكتشفت آثار هذه المدينة  عام 1854 من قبل البعثة الألمانية التي كانت تنقب في محيط مدينة بابل الأثرية، حيث يبعد موقع بورسيبا عن موقع مدينة بابل الأثرية حوالي عشرة كيلومترات بالامتداد مع نهرالحلة الحالي، والذي تؤكد المصادر التاريخية أنه شُق من قبل الملك حمورابي كقناة لري الأراضي، وكانت تقام فيه طقوس تتويج الملوك عن طريق مسيرة نهرية تنطلق من العاصمة إلى بورسيبا التي كانت مدينة إله الحكمة (نابو).
ويتكون الموقع الأثري في بورسيبا من بقايا الزقورة وهي زقورة الإله نابو، والتي اختلفت القصص الدينية حولها بين الرواية التوراتية التي ذكرتها بكونها برج بابل المعروف، وبين مرويات أهالي المنطقة التي تناقلوها عن اسلافهم بأنها المكان الذي استخدمه النمرود لحرق النبي إبراهيم بحسب القصة الإسلامية, والذي يوجد مقام منسوب لمكان ولادته على تل مقابل للتلة التي توجد عليها زقورة بورسيبا, مستشهدين بآثار الحرق الموجودة في الصخور الموجودة أعلى الزقورة, وهو الأمر الذي يصر الآثاريون المتخصصون على نفيه باستمرار، حيث يقول الباحث الآثاري عايد الطائي “أعتقد أن الحرق الموجود بسبب صاعقة قد تكون سقطت على قمة الزفورة في وقت ما”. 
القسم الثاني للمنطقة الأثرية هو معبد (الأيزدة) الذي ما زالت آثاره شاخصة حتى الآن, والتي ظهرت أثناء حملة تنقيب البعثة النمساوية للمنطقة التي استمرت منذ 1990 إلى 2003, حيث تظهر الطبقات الستة للمعبد والتي تفصل بينها حصيرة من اللبن (مزيج من الماء والطين) بشكل واضح, إضافة إلى آثار فتحات التهوية والممرات المائية والأبواب. 
توقف البعثات التنقيبية وتحديات تواجه الاستثمار
البعثات التنقيبية توقفت منذ ذلك التاريخ, وعلى الرغم من أنها ابتدأت أعمالها منذ نهايات القرن التاسع عشر في بابل, وبشكل بعثات مختلفة الجنسيات, كالبريطانية والألمانية والنمساوية والفرنسية, إلا أنها لم تصل في تنقيباتها إلى نسبة 2 % من مجموع المدينة الأثرية بحسب مختصين في التاريخ.
ورغم أهمية موقع بورسيبا ومواقع أخرى في محافظة بابل مثل (كيش) و (كوثا) بالإضافة إلى موقع (بابل العاصمة) والذي يعتبر أكبر وأهم موقع آثاري في العالم , إلا أن هذه المواقع لم تستثمر سياحيًا حتى الآن, بسبب تشدد القوانين المحلية الخاصة بالآثار والاستثمار.
ويقول الدكتور نصر حمود رئيس هيئة استثمار بابل إنه “لا مانع قانوني من استثمار المواقع الأثرية للسياحة، لكن المشكلة في معايير وقوانين وروتين وزارة الثقافة والسياحة والآثار، التي تضع عراقيل أمام المستثمرين المحليين والأجانب”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهوار الجبايش

 https://youtu.be/IgmEnIIXfk0